رؤى وأفكار 
في هذا الدرس، سنتحدث عن الرافعة المالية وكيف تؤثر على تداولك.
ما هي الرافعة المالية؟
كما شرحنا لك سابقًا، فإن اللوت القياسي الواحد يساوي 100,000 وحدة.
فإذا قمت بشراء 1 لوت من زوج USDCAD، فهذا يعني أنك تشتري 100,000 دولار أمريكي وتستبدلها بالدولار الكندي.
ومثال آخر: إذا اشتريت 1 لوت من EURUSD، فأنت تشتري 100,000 يورو وتستبدلها بالدولار الأمريكي.
ولكن ليس كل شخص يمتلك 100,000 دولار لتداول 1 لوت.
هنا يأتي دور الرافعة المالية، حيث يوفر الوسيط ما يشبه “القرض” للمتداولين الأفراد حتى يتمكنوا من الدخول في صفقة لوت واحد باستخدام رأس مال أقل بكثير.
تقدم معظم شركات الوساطة أنواعًا مختلفة من الرافعة المالية.
بعض الشركات تقدم رافعة تصل إلى 1:500، أي 500 ضعف رأس مالك للدخول في صفقة فوركس.
فمثلاً، إذا كان لديك 1,000 دولار في حسابك، يمكنك التداول بما يصل إلى 500,000 دولار (أي 5 لوت) حسب زوج العملات.
إليك مثالاً للتوضيح:
ترى أن زوج USDCAD يرتفع، فتقرر شراء 1 لوت عند السعر 1.2500
(أي 1 دولار = 1.2500 دولار كندي).
في حال كانت الصفقة بدون رافعة مالية:
فأنت ستشتري 100,000 دولار أمريكي، مما يعني أنك أصبحت تمتلك 100,000 دولار أمريكي بعد استبدالها بمبلغ 125,000 دولار كندي.
بعد بعض الحركة في السعر، قررت إغلاق الصفقة (بيع الـ 100,000 دولار أمريكي واستبدالها بالدولار الكندي)، ولكن هذه المرة أصبح سعر USDCAD عند 1.2600.
الآن أصبح سعر 100,000 دولار أمريكي = 126,000 دولار كندي، أي أنك حققت ربحًا قدره 1,000 دولار كندي.
الآن لنقم بالصفقة باستخدام رافعة مالية 1:100
قمت بشراء 1 لوت من USDCAD عند 1.2500 وقررت البيع عند 1.2600.
وبما أن حسابك يستخدم الرافعة، فإن الوسيط يقدم لك “قرضًا” لشراء 1 لوت يساوي 100,000 دولار أمريكي.
لذلك، أنت تحتاج فقط إلى:
100,000 ÷ 100 = 1,000 دولار أمريكي
هذا يعني أنك تحتاج 1,000 دولار فقط لشراء 1 لوت.
وهكذا أصبحت تمتلك 1 لوت USDCAD، أي ما يعادل 100,000 دولار أمريكي في حسابك.
وبدلًا من استخدام 100,000 دولار أمريكي أو 125,000 دولار كندي، ستحتاج فقط إلى
1,000 دولار أمريكي أو 1,250 دولار كندي.
وعندما تقرر إغلاق الصفقة، ستحصل على الربح نفسه — 1,000 دولار كندي.
للمقارنة:
في صفقة بدون رافعة مالية، تحقق ربحًا قدره 1,000 دولار كندي باستخدام 100,000 دولار أمريكي أو 125,000 دولار كندي، أي ما يعادل 0.8% ربح فقط.
في صفقة باستخدام الرافعة المالية، تحقق ربحًا قدره 1,000 دولار كندي باستخدام 1,000 دولار أمريكي أو 1,250 دولار كندي فقط، أي ما يعادل 80% ربح!
لنلقِ نظرة على مثال آخر:
ترغب في شراء لوتين من زوج اليورو/الدولار الأمريكي بسعر 1.1500، وإغلاق المركز عند سعر 1.1550، أي ما يعادل 50 نقطة (كما شرحنا في درسنا السابق).
إذن، تشتري لوتين من زوج اليورو/الدولار الأمريكي لتمتلك 200,000 يورو بسعر 1.1500، أي ما يعادل 230,000 دولار أمريكي.
كم ستحتاج عند استخدام حساب الرافعة المالية 1:100؟
ستحتاج إلى 200,000 يورو مقسومة على 100. أي ما لا يقل عن 2,000 يورو بسعر 1.1500 أو 2,300 دولار أمريكي.
الآن، ستغلق المركز من 1.1500 إلى 1.1550 (ربح 50 نقطة). أنت الآن “تمتلك” 200,000 يورو بسعر 1.1550، أي ما يعادل 231,000 دولار أمريكي. ربحك هو 1,000 دولار أمريكي.
إذًا، أنت بحاجة إلى 2,300 دولار أمريكي فقط لشراء لوتين من زوج اليورو/الدولار الأمريكي بسعر 1.1500 لتحقيق ربح قدره 1,000 دولار أمريكي عند إغلاق الصفقة عند 1.1550، أي ما يعادل 43.47%!
هناك إمكانية هائلة للربح في سوق الفوركس برأس مال أقل.
رائع، أليس كذلك؟ لكن تذكر هذا…
بناءً على الأمثلة السابقة، تُضخّم الرافعة المالية المبلغ في حسابك عند إجراء أي صفقة.
تُضخّم الرافعة المالية احتمالية ربحك. ومع ذلك، فإنها تعمل أيضًا في الاتجاه المعاكس، مما يزيد من احتمالية المخاطرة!
باستخدام نفس مثال EURUSD أعلاه:
تريد شراء 2 لوت من EURUSD عند السعر 1.1500 على أمل أن يرتفع السعر وتحقق الربح. ومع ذلك، ينخفض زوج EURUSD إلى 1.1450.
كم تخسر؟
لذلك، قمت بشراء 2 لوت من EURUSD لتصبح “مالكًا” لـ 200,000 يورو عند السعر 1.1500، أي ما يعادل 230,000 دولار أمريكي.
كم ستحتاج عند استخدام حساب برأفة مالية 1:100؟
ستحتاج إلى 200,000 ÷ 100 = 2,000 يورو، أي أنك تستخدم 2,000 يورو عند السعر 1.1500 أو ما يعادل 2,300 دولار أمريكي.
الآن، يتحرك السعر أدنى سعر الشراء إلى 1.1450، مما يعني أنك في موضع خاسر بمقدار 50 نقطة (pips).
هذا يعني أنك “تمتلك” 200,000 يورو عند السعر 1.1450، أي ما يعادل 229,000 دولار أمريكي.
خسارتك هي 1,000 دولار أمريكي.
نظرًا لأن السعر يتحرك ضد موقعك، فإنك تتعرض لخسارة قدرها 1,000 دولار أمريكي أو 43.47٪.
دعونا نرى ماذا يحدث إذا كان لدينا حساب تداول برأفة مالية بقيمة 10,000 دولار أمريكي وتعرضنا لخسارة أكبر. ماذا سيحدث لـ “المبلغ المقترض” والحساب؟
رصيدك الابتدائي هو 10,000 دولار أمريكي مع رافعة مالية 1:100.
لقد اشتريت 2 لوت من EURUSD عند السعر 1.1500، مما يعني أنك تحتاج إلى 2,300 دولار أمريكي من رصيدك لإتمام الصفقة. رصيدك المتبقي هو 7,700 دولار أمريكي.
السعر ينخفض، مما يعني أنك تتعرض لخسارة.
إذا انخفض السعر إلى 1.1450، ستخسر 1,000 دولار أمريكي.
إذا انخفض السعر إلى 1.1400، ستخسر 2,000 دولار أمريكي.
إذا انخفض السعر إلى 1.1350، ستخسر 3,000 دولار أمريكي.
الخسارة تجاوزت رأس مالك لشراء 2 لوت EURUSD في البداية.
وهذا أيضًا يقلل من رصيدك المتبقي. الآن لديك فقط 7,000 دولار أمريكي في حسابك.
إذا انخفض السعر إلى 1.1300، ستخسر 4,000 دولار أمريكي ويصبح رصيدك 6,000 دولار أمريكي.
إذا انخفض السعر إلى 1.1250، ستخسر 5,000 دولار أمريكي ويصبح رصيدك 5,000 دولار أمريكي.
ماذا يحدث إذا وصل السعر إلى 1.1000 ولم تقم بإغلاق الصفقة بعد؟
ستخسر 10,000 دولار أمريكي.
قد تفكر، “لكنني أملك 200,000 دولار أمريكي مقابل 2 لوت!”
تذكر أنه كان قرضًا من الوساطة، ورصيدك الفعلي الابتدائي هو 10,000 دولار أمريكي.
لذلك، إذا خسرت 10,000 دولار أمريكي، فإن السوق سيأكل كل رصيدك الابتدائي.
استنادًا إلى قواعد حساب الوسيط، يحق للوساطة إغلاق صفقتك قبل أن تتجاوز الرصيد المتاح لديك.
الخلاصة
استنادًا إلى الأمثلة أعلاه، من الضروري أن نفهم أن الرافعة المالية هي سيف ذو حدين؛ فمن جهة، يمكن أن تحقق صفقة ذات إمكانية ربح عالية، ومن جهة أخرى، يمكن أن تكون مخاطر الصفقة مرتفعة أيضًا.
